بتاريخ : 31 Jul 2021

قبل نحو 125 عاماً كان العالم على موعد مع اكتشاف مصدر هائل للطاقة، عندما نجح العالم الفرنسي هنري بيكريل، في اكتشاف النشاط الإشعاعي المنبعث من ذرات اليورانيوم والثوريوم، ومنذ العام 1896، بدأت رحلة طويلة لم تنقطع من الدراسات والأبحاث عن استخدامات الطاقة الكامنة في الذرة، حتى صارت سفينة تكسير الجليد العملاقة المزودة بمفاعلين نوويين، تسير لمائة يوم، ولا تستهلك سوى 15 كيلوجراما من اليورانيوم، في مقابل سفينة عادية تحتاج إلى 30 ألف طن من وقود الديزل في نفس المدة، وهذه حقيقة رصدها كتاب “الأبجدية النووية”، الصادر عن مؤسسة روس أتوم العالمية، لذلك يمكن أن نصف الطاقة النووية باعتبارها وقود المستقبل دون منافس، فالسفن الحديثة والغواصات المتطورة، التى تبحر حول العالم لأشهر، ربما لسنوات، لن تجد بديلاً عن الطاقة النووية، حتى تستمر رحلتها دون توقف. المحطات النووية ليست مجرد منشآت خرسانية عادية، لكنها تخضع لمعايير صارمة، تتناسب مع ظروف الاستخدام، فيشارك في بناء المحطة الواحدة أكثر من 7 آلاف أخصائي في 25 تخصصا، ويتم صب نحو 560 ألف متر من الخرسانة المسلحة، و100 ألف طن من الحديد، و200 ألف متر من الكابلات الكهربائية و120 ألف نقطة لحام، ليصبح هذا البناء الفولاذي العملاق قادر على مواجهة كل الظروف البيئية والجوية المحتملة، فلا يوجد للصدفة مكان في هذه الصناعة كما يذكر كتاب الأبجدية النووية.

الاستخدام السلمى للطاقة النووية بدأ منذ خمسينيات القرن الماضى، وقد أنشأ الاتحاد السوفيتي أول مفاعل نووى على مستوى العالم لإنتاج الكهرباء فى العام 1954، المعروف باسم مفاعل أوبنينسك، وخرج من الخدمة فى العام 2002، بعد أكثر من 48 عاماً في إنتاج الكهرباء، وهو الآن عبارة عن متحف مفتوح للزائرين، وفقاً لما ذكرته مؤسسة روس أتوم العالمية المختصة في بناء وتشغيل المفاعلات النووية والمسئولة عن تأسيس محطة الضبعة النووية.