بتاريخ : 15 Dec 2025
أطلقت شعبة الوقود في شركة روساتوم، التي تديرها شركة TVEL، التشغيل التجريبي لإنتاج أنظمة تخزين الطاقة في أول «جيجا فاكتوري» روسي، تم تشييده في منطقة نيمان بمقاطعة كالينينغراد.
المنشأة الجديدة في مقاطعة كالينينغراد تعزز الاستقلال التكنولوجي لروسيا في الصناعات الابتكارية.
تبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع 4 جيجاوات-ساعة سنويًا، وهي القدرة الإجمالية للأجهزة المنتَجة، ليصبح بذلك المنشأة الصناعية الوحيدة واسعة النطاق في روسيا لإنتاج بطاريات الليثيوم-أيون. ويغطي المصنع كامل دورة الإنتاج، بدءًا من الكيمياء الأولية لخلايا البطاريات، وصولًا إلى الوحدات المكتملة والبطاريات الجاهزة.
تُعد أنظمة تخزين الطاقة من أكثر القطاعات الواعدة في المشهد التكنولوجي الجديد. فقد أصبحت بطاريات الليثيوم-أيون تُستخدم على نطاق واسع في مختلف أنواع المركبات الكهربائية، من السيارات والشاحنات إلى الحافلات والقوارب، إضافة إلى المعدات المتخصصة مثل الرافعات الشوكية، ومركبات المستودعات والخدمات اللوجستية، ومعدات التعدين، والروبوتات اللوجستية. كما شهد استخدام أنظمة تخزين الطاقة توسعًا ملحوظًا في قطاع الطاقة، حيث توفر أنظمة التيار المستمر طاقة غير منقطعة للمنشآت الحيوية، وتسهم هذه الأنظمة في تسوية أحمال الطلب وخفض تكاليف الكهرباء.
ومن المتوقع أن ينمو سوق تخزين الطاقة في روسيا ليصل إلى 20–30 جيجاوات-ساعة بحلول عام 2030. وتوازي طاقة مصنع كالينينغراد البالغة 4 جيجاوات-ساعة إنتاج نحو 1.5 مليون وحدة شحن أو 50 ألف بطارية جرّ للمركبات الكهربائية.
وقال أليكسي ليخاتشيف، المدير العام لشركة روساتوم:
«يمثل إطلاق “الجيجا فاكتوري” في كالينينغراد انجازاً صناعيًا لروسيا ومساهمة كبرى في تحقيق الاستقلال التكنولوجي الوطني. تُعد أنظمة تخزين الطاقة تكنولوجيا محورية ضمن أنشطة روساتوم الجديدة غير النووية، إذ تتيح إنشاء سلاسل إنتاج متكاملة ونُظم منتجات شاملة، بدءًا من استخراج الليثيوم وصولًا إلى إعادة تدوير البطاريات المستهلكة، فضلًا عن التعاون الصناعي في مجال التنقل الكهربائي. ورغم تفرد هذا المشروع على مستوى البلاد، فقد تم إنجازه وتشغيله في الموعد المحدد، بفضل الدعم الفعّال من حكومة مقاطعة كالينينغراد ووزارة الصناعة والتجارة الروسية ومؤسسات التنمية الأخرى».
من جانبه، قال أليكسي بيسبروزفانيخ، حاكم مقاطعة كالينينغراد:
«يُعد هذا المشروع الأضخم في المقاطعة خلال العقد الأخير، ومن بين أكبر المشاريع في تاريخها الحديث. ويعمل حاليًا في المصنع 334 متخصصًا خلال مرحلة التشغيل التجريبي، على أن يرتفع عدد العاملين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف عند بلوغ الطاقة التصميمية. المنشأة الجديدة ستصبح عنصرًا محوريًا في برنامج التنقل الكهربائي الذي يتم تطويره بقرار من رئيس روسيا، وتسعى المقاطعة إلى أن تكون رائدة في هذا المجال عالي التقنية، وهو ما تتيحه روساتوم بامتياز».
بدوره، قال ميخائيل إيفانوف، نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي:
«في عام 2023، وقّعت الحكومة الروسية وروساتوم اتفاقية لتطوير أعمال أنظمة تخزين الطاقة، ونرى اليوم، بعد عامين فقط، أن الخطط تحولت إلى إنتاج صناعي متكامل. هذا المشروع فريد من نوعه لاعتماده على مجموعة واسعة من أدوات الدعم الحكومي. ويُعد قطاع تخزين الطاقة من أسرع الصناعات نموًا، حيث تضاعف السوق في روسيا خمس مرات خلال أربع سنوات. ونأمل أن يسهم تشغيل هذا المصنع بكامل طاقته في تلبية معظم احتياجات السوق المحلية».
ويُعد «جيجا فاكتوري» كالينينغراد منشأة صناعية ضخمة عالية التقنية، تضم أكثر من 3 آلاف قطعة من المعدات بإجمالي وزن يبلغ 25 ألف طن. ويصل الطول الإجمالي لخطوط الإنتاج إلى 2.5 كيلومتر، بينما تتجاوز المساحة الإجمالية للموقع 23 هكتارًا، ويضم أكثر من 20 مبنى ومنشأة صناعية. ويجري نحو 90% من العمليات بشكل آلي، ما يتيح معدل إنتاج يصل إلى خلية واحدة في الثانية.
وقد أُنشئ المصنع بدعم نشط من الحكومتين الفيدرالية والإقليمية، مع الاستفادة من حزمة متنوعة من الحوافز والأدوات المالية، شملت صفة المقيم في المنطقة الاقتصادية الخاصة، ودعمًا مباشرًا من الميزانية الإقليمية، واتفاقية استثمار خاصة مع وزارة الصناعة والتجارة وحكومة المقاطعة، إضافة إلى قرض ميسر من إحدى مؤسسات التنمية، وقرض مُجمّع ضمن برنامج «مصنع تمويل المشاريع».
وساهم تشييد المصنع بالفعل في تعزيز النمو الاقتصادي الإقليمي، حيث تجاوزت مشتريات المشروع من الموردين المحليين 4 مليارات روبل، شملت منتجات الخرسانة المسلحة، والهياكل المعدنية، والخرسانة، وتأجير المعدات المتخصصة، وغيرها من السلع والخدمات.
