د. ماهر عزيز

عضو مجلس الطاقة العالمي / كبير مستشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ

الطاقة النووية

لقاء مع د. ماهر عزيز مع موقع صدى البلد

اتجاه مصر للطاقة النووية الان هو اتجاه حتمى ولقد تأخر ما يزيد على 50 عاماً حتى الان أما حتميته فتنبع من عدة أوجه: أولها أن مصر بحاجة شديدة لتنويع مصادرها للطاقة، والطاقة النووية أثبتت اعتماديتها العالية، كما أن الوقود النووي يمكن اطالة عمره فى العالم (بحسب مجلس الطاقة العالمى) الى خمسة الاف سنة قادمة، وثانيها أن المصادر الاحفورية للطاقة مهما كانت وفيرة لن تبقى سوى لسنوات معدودة لأنها بطبيعتها ناضبة، وستنضب من العالم كله خلال أقل من ستين سنة قادمة، وثالثها أن الطاقات الجديدة لا يمكن الاعتماد عليها وحدها مهما توافرت مصادرها على الارض المصرية، ولذلك فالاتجاه الى الطاقة النووية الان هو أخر طوق نجاة تتمسك به مصر كى لا تتعرض مستقبلا لأزمة طاقة طاحنة.

السبق

دولة جنوب أفريقيا لديها محطات قوى نووية لتوليد الكهرباء منذ مدة طويلة وقد سبقت مصر فى امتلاك المحطات النووية والكوادر العلمية التى تقوم بإدارتها، وكان ممكناً لمصر أن تحتفظ بالسبق فى هذا المجال لنفسها فهى تمتلك الامكانيات والكفاءات التى تؤهلها لامتلاك مثل هذه الطاقة، ولكن لو لم يتوقف برنامجها النووي الذى بدأته عام 1955 بتشكيل “لجنة الطاقة الذرية”، وذلك لأسباب متنوعة تم التأريخ لها بواسطة خبراء عديدين. لكنا الأوائل فى أفريقيا.

الخبرات

تمتلك مصر خبرات وإمكانات وكفاءات فى المجال النووي تؤهلها تماماً لأن تقدم خدماتها على نحو متقدم للدول الأفريقية.

فالبدايات الأولى الجادة لدخول مصر المجال النووي تعود لمنتصف خمسينيات القرن الماضى، والبرنامج النووي المصرى لم يتوقف رغم إبطائه فى مراحل عدة، واتفاقيات التعاون الدولى والاقليمى لم تتخلف مصر عنها أبداً، والبنية الاساسية للعلوم والتكنولوجيا النووية فى مصر وطيدة ومكينة سواء فى التعليم الهندسي النووي، أو فى مفاعلات الابحاث النووية التى اشتغل أولها بمصر عام 1961 فى منطقة أنشاص، وكان الاول فى افريقيا، أو فى مراكز البحوث النووية، وتكنولوجيا الاشعاع، وادارة النفايات والمعامل الحارة، والامان النووي والرقابة الاشعاعية، وذلك فضلا عن مشروعات التحضير لمحطات القوى النووية ومتطلباتها، بالاضافة الى تعاظم الثروة البشرية والخبرات العالمية فى مجالات العلوم الاساسية النووية والتطبيقية التى تربو على 3000 عالما أكاديمياً يتميزون بتأهيل رفيع المستوى فى مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية، يدعمهم ما يربو على 1800 من المهندسين والفنيين.

هذه الامكانات والكفاءات قادرة أ تقدم خدماتها لدول القارة الافريقية فى المجال النووي بأعلى المستويات المعيارية الدولية.

تنوع مصادر الطاقة

يوجد تنوع كبير لمصادر الطاقة فى افريقيا يمكن الاستفادة منها واستخدامها منها مصادر هائلة للطاقة المائية النظيفة التى لم تتم الاستفادة منها بعد علي أكمل وجه، وفيها كذلك مصادر وافرة للغاز الطبيعى والنفط، ويتوافر لديها خامات اليورانيوم – وهو الوقود الرئيسي لمحطات الكهرباء النووية – على نحو كبير، وتقع أجزاء كبيرة منها فى مسارات الرياح القادرة على توليد كميات ضخمة من طاقة الرياح، كما توجد مناطق شاسعة منها فى الأحزمة الشمسية، فضلاً عن أماكن وفيرة لطاقة حرارة جوف الأرض وطاقة الأمواج.

إن قارة توجد بها هذه المصادر الوفيرة للطاقة لجديرة بأن تتنوع لديها حافظة الطاقة على نحو يحقق بدرجة عالية من معايير الطاقة المستدامة.