بتاريخ : 17 Dec 2025
استضافت روسيا بالأكاديمية الفنية لروساتوم برنامج التدريب الدولي المخصص للمتخصصين الشباب من الخارج في مجال التقنيات النووية، والذي نُفذ بدعم من شركة الطاقة الذرية الحكومية روساتوم. وشارك في البرنامج ممثلون عن بوليفيا، وإثيوبيا، والهند، وكازاخستان، وأوزبكستان وعدد من الدول الأخرى.
وهدف التدريب إلى تكوين فهم شامل للتقنيات النووية الروسية الرئيسية وتطبيقاتها العملية في مجالات الطاقة، والطب، والزراعة، والصناعة. وتعرّف المشاركون على المبادئ الأساسية لتشكيل المواقف الوطنية للدول المنخرطة في القطاع النووي، ودرسوا الأساليب والأدوات الحديثة للتخطيط الفعّال للطاقة، كما ناقشوا الحلول التكنولوجية والقضايا التشغيلية المتعلقة بمحطات الطاقة النووية ذات القدرات الكبيرة والمفاعلات المعيارية الصغيرة. وتم إيلاء اهتمام خاص للتطبيقات غير الكهربائية للتقنيات النووية السلمية ودورها في دعم أهداف التنمية المستدامة.
وشكّلت الجولات التقنية الميدانية أحد العناصر الأساسية في البرنامج، حيث أتيحت للمشاركين فرصة الاطلاع المباشر على حجم وتنوع الصناعة النووية الروسية.
فقد زار المتدربون محطة لينينغراد للطاقة النووية المجهزة بمفاعلات من الجيل الثالث+، كما قاموا بجولة في أول محطة طاقة نووية في العالم بمدينة أوبنينسك، وتعرّفوا على أفضل الممارسات في الطب النووي واستخدام التقنيات الإشعاعية لتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية في مركز “أ. ف. تسيب” للأبحاث الطبية الإشعاعية.
وتضمن البرنامج أيضًا وحدة مستقلة ركزت على الحلول الصناعية الحديثة وأساليب الإدارة. وخلال لقاء مع ماريا أوسييفا، رئيسة مشاريع التقنيات النووية الدولية في شبكة روساتوم الدولية، قام المشاركون بتحليل سيناريوهات التطوير طويلة الأجل للصناعة النووية في الدول ذات المستويات المختلفة من الجاهزية والبنية التحتية. وشملت المرحلة الختامية إعداد تقارير وطنية وعرضها، حيث قدم المتدربون تحليلات لوضع القطاع النووي في بلدانهم، وحددوا المجالات الواعدة للتطوير المستقبلي، وشاركوا رؤيتهم لكيفية تطبيق الخبرات والمعارف المكتسبة عمليًا.
وقال أسدبك يوسف أوغلي عبديعزيزوف، كبير المتخصصين في مكتب مشاريع مديرية إنشاء محطات الطاقة النووية التابعة لوكالة «أوزاتوم»:
« ساهم برنامج InteRussiaفي تكوين رؤية متكاملة حول تنوع التقنيات النووية. وقد أتاح لنا زيارة محطة لينينغراد النووية تقييم المعايير التشغيلية العالية للمنشآت الكبيرة، فيما مكّنتنا زيارة محطة أوبنينسك من التعرّف على جذور صناعة الطاقة النووية العالمية. وبفضل الطابع الدولي للمجموعة، تم بناء روابط مهنية قوية تشكل أساسًا متينًا للتعاون المستقبلي».
ومن جانبها، أكدت إيرينا ساركيسيان، رئيسة مكتب مشروع نقل التعليم النووي في الأكاديمية الفنية لروساتوم:
«يمثل نموذج “تدريب المدربين” صيغة عملية لنقل التعليم النووي. فالمشاركون لا يكتفون بالتعرف على أفضل الممارسات، بل يعيدون صياغتها بما يتماشى مع أولويات بلدانهم الوطنية. ونتيجة لذلك، يتشكل مجتمع مهني قادر على تطوير حلول تعليمية مستقلة وبناء تعاون دولي فعّال في المجال النووي».